نشر پیام رهبری به عربی
إلى جمیع الشباب فی أوروبا وأمریکا الشمالیة | ![]() |
21/01/2015 | |
إن الأحداث الأخیرة فی فرنسا وما شابهها فی بعض الدول الغربیة أقنعتنی أن أتحدّث إلیکم مباشرة.
هل هناک مفاهیم وقیم فی الإسلام تزاحم برامج ومشاریع القوى الکبرى وما هی المنافع التی تتوخاها هذه القوى من وراء طرح صورة مشوّهة وخاطئة عن الإسلام. ولهذا فإن طلبی الأوّل منکم أن تتساءلوا وتتحروا عن عوامل هذا التعتیم الواسع ضد الإسلام. الأمر الثانی الذی أطلبه منکم أن تقوموا کردِّ فعلٍ لسیل الإتهامات والتصورات المسبقة والإعلام السلبی وأن تسعوا لتکوین معرفة مباشرة ودونما واسطة عن هذا الدین. إن المنطق السلیم یقتضی أن تدرکوا حقیقة الأمور التی یسعون لإبعادکم عنها وتخویفکم منها فما هی وما هی أبعادها وحقیقتها؟ أنا لا أصرّ علیکم أن تقبلوا رؤیتی أو أیة رؤیة أخرى عن الإسلام، لکنی أدعوکم ألّا تسمحوا أن یستفید هؤلاء من الإدعاءات المرائیة للإرهابیین العملاء لهم وتقدیمهم لکم بإعتبارهم مندوبی الإسلام. علیکم أن تعرفوا الإسلام من مصادره الأصیلة ومنابعه الأولى. تعرّفوا على الإسلام عبر القرآن الکریم وسیرة الرسول الأعظم (صلّى الله علیه وآله وسلّم). وأودّ هنا أن أتساءل: هل راجعتم قرآن المسلمین مباشرة؟ هل طالعتم أقوال رسول الإسلام(صلّى الله علیه وآله وسلّم) وتعالیمه الإنسانیة والأخلاقیة؟ هل اطلعتم على رسالة الإسلام من مصدر آخر غیر الإعلام؟ هل سألتم أنفسکم کیف استطاع الإسلام ووفق أیة قیم طوال قرون متمادیة أن یقیم أکبر حضارة علمیة وفکریة فی العالم وأن یربی أفضل العلماء والمفکرین؟ أطالبکم ألّا تسمحوا لهم بوضع سدّ عاطفی واحساسی منیع بینکم و بین الواقع عبر رسم صورة سخیفة کاذبة عن الإسلام لیسلبوا منکم إمکانیة الحکم الموضوعی. والیوم حیث نرى أن أجهزة التواصل اخترقت الحدود الجغرافیة، علیکم ألّا تسمحوا لهم أن یحاصروکم فی الحدود الذهنیة المصطنعة، وإن کان من غیر الممکن لأی أحد أن یملأ الفراغات المستحدثة بشکل فردی ولکن کلاً منکم یستطیع هادئاً لتوعیة نفسه وبیئته أن یقیم جسراً من الفکر والإنصاف على هذه الفراغات. إن هذا التحدی المبرمج من قبل لنوع العلاقة بین الإسلام وبینکم أنتم الشباب أمر مؤلم، لکن بإمکانه أن یثیر تساؤلات جدیدة فی ذهنکم الوقاد والباحث. إن سعیکم لمعرفة الأجوبة على هذه التساؤلات یشکل فرصة سانحة لکشف الحقائق الجدیدة أمامکم، وعلیه یجب أن لا تفوتوا هذه الفرصة للوصول الى الفهم الصحیح ودرک الواقع دون حکم مسبق؛ ولعلّه من آثار تحملّکم هذه المسؤولیة تجاه الواقع، أن تقوم الأجیال الآتیة بتقییم هذه الفترة من تاریخ التعامل الغربی مع الإسلام، بألمٍ أقل زخماً ووجدانٍ أکثر اطمئناناً. السید على الخامنئی |